إِذا تأيمت الأرض من زوج القطر ووجدت لفقده مس الجدب أخذت في ثياب (وَتَرى الأرضَ هامِدَةً) فإذا قوي فقر القفر ألقى مد أكف الطلب يستعطي زكاة السحاب فساق الصانع بعلا يسقي بعلا فثارت للغياث مثيرة فجاء الغيث بلا مثيرة (فَسُقناهُ إِلى بَلَدِ مَيت) وتأثير صناعة المعلم في البليد أعجب.
فلبس الجو مطرفه الأدكن وأقبلت خيالة القطر شاهرة سيوف البرق فأخذ فراش الهوى يرش جيش النسيم فباحث الريح بمكنون المطر فاستعار السحاب جفون العشاق وأكف الأجواد فامتلأت الأودية أنهارا كلما مستها يد النسيم حكى سلسالها سلاسل الفضة فالشمس تسفر وتتنقب والغمام يرش وينسكب " انعقد بعقد الزوجين عقد حب الحب " فلما وقعت شمس الشتاء في الطفل نشأ أطفال الزرع فارتبع الربيع أوسط بلاد الزمان فأعار الأرض أثواب الصبا فانتبهت عيون الأرض من سنة الكرى ونهضت عرائس النبات ترفل في أنواع الحلل فكأن النرجس عين وورقه ورق فالشقائق يحكي لون الخجل والبهار يصف حال الوجل والبنفسج كآثار العض في البدن والنيلوفر يغفو وينتبه والأغصان تعتنق وتفترق والأراييج قد ثبت أسرارها إلى النسيم فنم فاجتمعت في عرس التواصل فنون القيان فعلا كل ذي فن على فنن فتطارحت الأطيار مناظرات السجوع فأعرب كل بلغته عن شوقه فالحمام يهدر والبلبل يخطب والقمري يرجع والمكاء يغرد والهدهد يهدد والأغصان تتمايل كلها تشكر للذي بيده عقدة النكاح فحينئذ تج خياشيم المشوق ضالة وجده.
لي بِذاتِ البانِ أشجانُ ** حَبَّذا مِن أَجلِها البانُ
حَبَذا رَيَّاهُ يوقِظُهُ مِن ** نَسيمِ الفَجرِ رَيعانُ
حَبَذا وُرق الحَمامِ إِذا ** رَنَّحتها مِنهُ أَغصانُ
داعياتٌ بالهَديلِ لَها ** فيهِ أَسجاعٌ وأَلحانُ
أَعجمياتِ إِذا نَطَقتَ ** لَيس إِلا الشَوقُ تِبيانُ
كُلَما غَنَيتَني هَزَجاً ** هاجَني لِلذكرِ أَحزانُ
مالَ بي مَيلَ الغُصونِ ** بِها طَربي فالكُلُّ نَشوانُ
يا حَمامَ البانِ يَجمَعُنا ** وَجَدُنا إِذ نَحنُ جيرانُ
يَتَشاكى الواجِدونَ جَوىً ** واحِداً وَالوَجدُ ألوانُ
أَنا مَخلوسُ القَرينِ وَأَنـ ** تُنَّ أَزواجٌ وَأَرقرانُ
وَبَعيدُ الدارِ عَن وَطَني ** وَلَكُنَّ البانُ أَوطانُ
لا تَزدَني يا عُذولُ جوى ** أَنا بِالأشواقِ سَكرانُ
الفصل الخامس يذكر فيه إشارة من حال سلمان الفارسي
سابقة الأزل قضت لقوم بدليل (سَبَقَت) وعلى قوم بدليل (غَلَبَت عَلَينا شِقوَتُنا) فواأسفا أين المفر توفيق (سَبَقَت) نور قلوب الجن (فَقالوا إِنّا سَمِعنا قُرآناً عَجَبا) وخذلان (غَلَبَت) أعمى بصائر قريش فقالوا (أَساطيرُ الأَولين) أهل الشمال في جانب جنون البعد وأهل اليمين في مهب شمال القرب ما نفعت عبادة " إبليس " و " بلعام " ولا ضر عناد السحرة.
وحد " قس " وما رأى الرسول وكفر " ابن أبي " وقد صلى معه مع الضب ري يكفيه ولا ماء والسمكة غائصة في الماء ولا ري.
دخل الرسول عليه الصلاة إلى بيت يهودي يعوده فقال له: أسلم تسلم فنظر المريض إلى ابيه فقال له: أجب أبا القاسم فأسلم كان في ذلك البيت غريبا مثل " سلمان منا " فصاحت ألسنة المخالفين: ما لمحمد ولنا ولسان الحال يقول: مريضنا عندكم! كيف انصرافي ولي في داركم شغل المناسبة تؤلف بين الأشخاص.
ما احتمل " موسى " مرارة الغربة في دار " فرعون " وإن كان في " آسية " ما يسلين غير أن حق الأم أحق فضرب على فيه فدام (وَحَرَمنا) إلى أنه أمته الأم فصوت عود العود عند اجتماع الشمل.
سَلامي عَليكُم كَيفَ حالُكُم وَهَل ** عِندَكُم مِن وَحشَةِ البَينِ ما عندي
سبق العلم بنبوة " موسى " و " إيمان " آسية " فسيق تابوته إلى بيتها فيه طفل منفرد عن أم إلى امرأة خالية عن زوج.
قرينان مرتعنا واحد لما قضيت في القدم سلامة " سلمان " حملته صبا الصبا نحو الدين كان أبوه على اعتقاد المجوس فعرج به دليل التوفيق إلى دير النصارى فأقبل يناظر أباه فلم يكن لأبيه جواب القيد وهذا الجواب المرذول قديم من يوم (أَنا أُحيي وَأُميت) (ثُمّ نُكِسوا) (قالوا حَرِقوهُ) فنزل في البداية ضيف (وَلَنَبلونَكُم) ولولا مكابدة البلاء ما نيلت مرتبة (رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره) فسمع أن ركبا على نية السفر فسرق نفسه من حرز أبيه ولا قطع فركب راحلة العزم يرجو إدراك مطلب الغنى وغاص في مقر بحر البعث ليقع على بدرة الوجود فصاح به الهوى: إلى أين فقال (إِنى ذاهِبٌ إِلى رَبي) وقف نفسه على خدمة الأدلاء وقوف الأذلاء.
فلما أحس الرهبان بانقراض دولتهم زوده سفره إلى طلب علم الأعلام على علامات نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وقالوا: قد آن زمانه وأظل فاحذر أن تضل فإنه يخرج بأرض العرب ثم يهاجر إلى أرض بين حرتين فلو رأيته قد فلى الفلاة والدليل شوقه والحنين يزعجه والتلهف يقلقه وَأَبغَضتُ فيكَ النَخلَ وَالنَخلُ يانعٌ وَأَعجَبَني مِن حُبِكَ الطَلحُ وَالضالُ وَأَهوى لِجَرّالُ السَّمَاوَةَ وَالفَضى وَلو أَنّ صَنفِيَةَ وَشاةٍ وعُذالُ رحل مع رفقة لم يرفقوا به (وَشَروهُ بِثَمَنٍ بَخس) فاشتراه يهودي بالمدينة فانجبر انكسار رقه بإنعام " سلمان منا " وتوقد شوقه برؤية الحرتين وما علم المنزل بوجد النازل.
أَيَدري الرَبعُ أَيَ دَمٍ أَراقا وَأَيَّ قُلوبٍ هَذا الرَكبُ ساقا لَنا وَلأَهلِهِ أَبداً قُلوبُ تَلاقى في جُسومِ ما تَلاقى!! فبينما هو يكابد ساعات الانتظار جاء البشير بقدوم الرسول و " سلمان " في رأس نخلة فكاد القلق يلقيه لولا أن الحزم أمسكه كما جرى يوم (إِن كادَت لَتُبدي بِهِ) ثم عجل النزول ليلقي ركب البشارة وأي ثبات بقي ليعقوب في حال (إِني لأجد).
خَليليَّ مِ نَجدٍ قَفاني عَلى الرُّبا فَقَد هَبَ مِ تِلكَ الرُسومِ نَسيمُ طف صالح به المالك: مالك وهذا انصرف إلى شغلك.
كيف انصرافي ولي في داركم شغل ثم أخذ يضربه فأخذ لسان حال المشوق يترنم لو سمع الأطروش خَليليَّ لا وَاللَهِ ما أَنا ** مِنكُما إذا عَلَمٌ مِن آَلِ لَيلى بَدا لِيا
السبت نوفمبر 23, 2013 5:58 am من طرف سلسبيل محمد
» رنة التميز والإبداع الرائع
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 10:30 am من طرف مجد111
» نغمة رائعةللمنشد محمد مطري سبحان ربي
الإثنين سبتمبر 09, 2013 11:55 am من طرف مجد111
» نغمة الدلال والجمال لأغلى ناس
الأحد سبتمبر 08, 2013 8:48 pm من طرف مجد111
» رنة رقيقة وناعمة تستاهل موبايلك
الأربعاء سبتمبر 04, 2013 12:57 pm من طرف مجد111
» رنة السحر إلك وبس
الأربعاء أغسطس 28, 2013 10:02 pm من طرف مجد111
» نغمتك من أجمل الأناشيد الرائعة وبصوت رائع
الإثنين أغسطس 26, 2013 9:20 am من طرف مجد111
» نغمتك نشيد رائع بصوت محمد المطري
الأحد أغسطس 25, 2013 10:20 pm من طرف مجد111
» نغمتك نشيد ياليالي لمحمد المطري
الجمعة أغسطس 16, 2013 8:38 pm من طرف مجد111