انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» السياحة في أوكرانيا هام http://quickukraine.com
ثقافتنا وثقافتهم Expire10السبت نوفمبر 23, 2013 5:58 am من طرف سلسبيل محمد

» رنة التميز والإبداع الرائع
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الأربعاء سبتمبر 11, 2013 10:30 am من طرف مجد111

» نغمة رائعةللمنشد محمد مطري سبحان ربي
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الإثنين سبتمبر 09, 2013 11:55 am من طرف مجد111

» نغمة الدلال والجمال لأغلى ناس
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الأحد سبتمبر 08, 2013 8:48 pm من طرف مجد111

» رنة رقيقة وناعمة تستاهل موبايلك
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الأربعاء سبتمبر 04, 2013 12:57 pm من طرف مجد111

» رنة السحر إلك وبس
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الأربعاء أغسطس 28, 2013 10:02 pm من طرف مجد111

» نغمتك من أجمل الأناشيد الرائعة وبصوت رائع
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الإثنين أغسطس 26, 2013 9:20 am من طرف مجد111

» نغمتك نشيد رائع بصوت محمد المطري
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الأحد أغسطس 25, 2013 10:20 pm من طرف مجد111

» نغمتك نشيد ياليالي لمحمد المطري
ثقافتنا وثقافتهم Expire10الجمعة أغسطس 16, 2013 8:38 pm من طرف مجد111


    ثقافتنا وثقافتهم

    عاطف الجراح
    عاطف الجراح
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 105
    تاريخ التسجيل : 23/10/2012

    ثقافتنا وثقافتهم Empty ثقافتنا وثقافتهم

    مُساهمة من طرف عاطف الجراح الجمعة أكتوبر 26, 2012 4:07 pm



    الحمد لله ذي العزة والجلال .. نحمده في النعماء كما نحمده في البلاء .. إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله .. إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين عليه من الله أفضل صلاةٍ وأزكى تسليم .. وآله وصحبه الغر الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال تعالى : ... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282 سورة البقرة ) أما بعد:
    عباد الله:

    خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه ذات يومٍ فقال لهم: «إنما مثَلي ومثَلُ ما بعَثَني اللهُ بهِ كمَثَل رجلٍ أتَى قومَه فقال: يا قوم! إني رأيتُ الجيشَ بعيني، وأنا النذيرُ العُريان، فالنَّجاء. فأطاعَه طائفةٌ من قومه فأدلَجوا فانطَلقوا على مهلِهم فنَجَوا، وكذَّبَت طائفةٌ منهم فأصبَحوا مكانهم، فصبَّحهم الجيشُ فأهلَكهم واجتاحَهم. فذلك مثَلُ من أطاعَني فاتَّبَع ما جِئتُ به، ومثَلُ من عصاني وكذَّبَ بما جِئتُ به من الحقِّ»؛ رواه البخاري ومسلم.

    هذا حديثٌ صريحٌ صحيحٌ من مِشكاة النبُوَّة الحَقَّة، من تأمَّلَه بخالصِ ذكرِه وعدلِ منطِقِه ليُوقِنَنَّ أن ملامِحَ ما ذكَرَه النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بدَأَت في الظهور على فَترةٍ من الاعتِزاز بالدين والعلمِ، وإبَّان فترةٍ طاغِيةٍ من الظواهِر المعلوماتية والهَيَجان الثقافي، والتي تصُبُّ في قَالَبٍ واحدٍ هو جَعْلُ العالَمِ كُلِّه كالكُتْلَة الواحِدَة دون تميُّزٍ.

    وقد بُذِلَت جهودٌ أجنبيَّةٌ عن الإسلام يُسانِدُه فيها بعضُ السُّذَّجِ من بني الإسلام بجُهودٍ لا تقِلُّ أثَرًا عن الآخرين على إضعافِ الثقةِ بالإسلام وبتشريعه، وثقافاته وآدابه، وقُدرته على تسيير شؤون الحيباة الدينية والدنيوية على حدٍّ سَواءٍ، على أن يُولِّد هذا الضعفُ لدى العوامِّ من المُسلمين رِضًا ببعضِ الإسلام الذي تلقَّوه من كتابِ ربهم، وتعلَّموه من سنة نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم -.

    والجهودُ مبذولةٌ من قِبَل أعداء الإسلام في أن يرَوا في واقعِ المُسلمين إسلامًا منقوصًا في الحقيقةِ والأطراف، ومنقُوضَ العُرَى والوشائِج، لا ينبغي أن يتدخَّلَ في شؤون التشريعات كافَّةً دون استِثناءٍ، أو يقتلِعَ من السُّلوك العام ما يخدِشُ قِيَمَه ويمَسُّ مُثُلَه الرفيعةُ؛ بحيثُ لا يبقى من الإسلام إلا اسمُه، أو على أقلِّ تقديرٍ الإبقاء على ضروراتٍ الزمنُ كَفيلٌ بزوالها، أو بتغيُّر المفاهيم تِجاهَها، لتأتِيَ أجيالٌ مُهيَّأةٌ لقَبُولِ مثلِ هذه الصور المُشوِّهةِ للإسلام.

    فيألَفُ البعضُ التفلُّتَ من المُسلَّمَات مع تنصُّلٍ عن الإنصافِ، وبُعدٍ عن الطرحِ النَّجِيحِ المُوافِقِ للعقلِ الصريح والشرعِ الصحيحِ.

    لقد سيطرت الثقافةُ العالميةُ المُعاصِرةُ طِوالَ هذه الفترة سيطرةً مُحكمَةً زادَ في إحكامِها وغلَبَتها الطوفانُ الإعلاميُّ، والإعصارُ المعلوماتيُّ، حتى غطَّت ما تُغطِّيه الشمسُ، فبلَغَت كلَّ ملجأٍ ومغاراتٍ ومُدَّخَل.
    لقد غيَّرَت هذه الثقافةُ مظاهرَ الحياة وطريقةَ العيش حتى أصبحَت لدى كثيرين أمرًا لا مناصَ منه، ولو كان على حِسابِ أصالةِ الدين والإسلامِ الصحيحِ.

    نعم، نحنُ لا نُنكِرُ أنَّ في الثقافةِ العالميةِ المُعاصِرة ما ينفعُ مما يقتضِيهِ الاختِيارُ العقليُّ والمنفعةُ العلميةُ، شريطةَ ألا يجُرَّنا ذلكم إلى تهميشِ ما شرَعَه الله لنا، أو التمسُّكِ به على تخوُّفٍ أو استِحياءٍ؛ لأن أسوأَ ما يُمكِن أن يُفكِّرَ فيه أهلُ الإسلام ألا يكون لديهم ثِقةٌ كاملةٌ بشريعتهم، أو أن ينالَ هذه الثقةَ شيءٌ من الوَكَزات الجارِحة، فلا يُحسِنُ أحدُهم أن يقول كما قال الفاروقُ - رضي الله تعالى عنه -: "نحن قومٌ أعَزَّنا اللهُ بالإسلام، فمهما ابتغَيْنا العِزَّةَ من دونِه أذَلَّنا الله".

    فلا عجَبٌ - عباد الله - حينئذٍ أن نرى تصوُّرات الناس تِجاه الثقافات العالمية - بمن فيهم المُسلِمون - مُنسجِمَةً معها، مُنقادَةً مهما كانت تتناقَضُ أو تتعارَضُ مع رُوح الثقافةِ الدينية الشرعية. ولقد كان سببَ هذا التأثير أمران اثنان:
    أحدُهما: القوةُ المادية والمعنوية لغير المُسلِمين، والتي تعاظَمَت في جميع مناحِي الحياة باجتماعِ الأثافِيِّ للثالُوث: العسكري، والاقتصادي، والسياسي.

    وثانيهما: قلَّةُ الثقة، والضعفُ في إذكاءِ الثقافة الإسلامية الأصِيلَة، وإبرازِها على وجهها الصحيح، والشجاعة والإتقان في بيان محاسِنِها وأثرها على الكونِ والحياة. وهي الربانيةُ المُحكَمة؛ لأنها صِبغَةُ الله، (( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ )) [البقرة: 138].

    ولو ألقَينا نظرةَ مُقارَنةٍ لبعض أهمِّ ما يتَّكِئُ عليه أصحابُ الثقافاتِ العالمية والمُعجَبون بها من المُسلمين وغيرِ المُسلمين لوَجَدنا مَحاوِرَ شتَّى في المُفارَقة بين أصالةِ الإسلام الحَقَّة وبين الثقافة العالمية المُعاصِرة، ولنَضرِب مثلًا ببعضها:

    فالمحورُ الأول: هو أن الإسلام حقٌّ من عند الله، وأن شرعَه صالِحٌ لكل زمانٍ ومكانٍ، وأنه لا يتطرَّقُ إليه التحريفُ ولا التزييفُ، فأصُولُه ثابتةٌ محميَّةٌ بحمايةِ الله لها، والمرءُ المُسلِمُ يعرِفُ أدقَّ التفاصيل عن نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، مع أنه مضَى على وفاتِه أربعة عشر قرنًا من الزمان وزِيادة، وربما يعرِفُ نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أكثرَ من جارِهِ، وربما أكثرَ من عمِّه وبني عمِّه.

    بخلافِ غيرِ الإسلام؛ فإما أن تكون دِياناتٍ لا تُؤمنُ بالله ولا باليوم الآخر، أو تُؤمن بذلك إيمانًا غيرَ مسنودٍ على ما يُقنِعُ؛ لأن الوضعَ البشريَّ هو الطاغِي عليها، ولقد صدَقَ الله: (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )) [النساء: 82].

    ولأجلِ ذا لا يُوجَد لدى المبادئ والتشريعات الأُخرى النسخةُ الأصليةُ؛ حيث اعتراها التحريفُ والأوهامُ البشريةُ، ما يدلُّ على أن ما بين أيديهم ليس من عندِ الله، بخلافِ الإسلام فنُسختُه الأصليةُ لم تتغيَّر ولم تتبدَّل، وهي قابلةٌ للفَهم والتكيُّف رغم مرور هذه القُرون دون تعارُضٍ.

    ولقد قال أبو القاسم الأصبهانيُّ - رحمه الله - عن سنةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولئن دخلَ في غِمار الرواةِ من وُسِم بالغَلَط في الأحاديث، فلا يرُوجُ ذلك عند جهابِذَة أصحابِ الحَديث ورُتوتِ العُلماء - أي: رُؤساءَهم -، حتى إنهم عدُّوا أغاليطَ من غلِطَ في الأسانيد والمُتون؛ بل تراهم يعُدُّون على كل رجلٍ منهم في كم حديثٍ غلِطَ، وفي كم حرفٍ حرَّفَ، وماذا صحَّفَ". اهـ كلامُه - رحمه الله -.

    ومن كانَ ذا إنصافٍ - عباد الله - فلينظُر إلى اختِلافِ أصحابِ القوانين في قوانِينهم بين التنازُعِ والتدافُعِ فيما وضَعوه هم بأيديهم، كأكمَل دليلٍ على أن عُقولَ البشر محدودة، (( واللهُ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ )) [البقرة: 255]. وأما مفهومُ أهل الثقافةِ الإسلاميَّةِ الأصِيلَةِ؛ فرائدُهم عند الاختلاف قولُه تعالى: (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) [النساء: 59].

    وأما المحور الثاني - يا رعاكم الله -: فهو محورُ العدل، وهو في الثقافة العالمية ذات البريقِ اللامِع كغيرهِ من القِيَم الأخلاقية تُحدِّدُه النسبيَّة، مع القابِلِيَّة لأَن يُوزَنَ بميزانَيْن، أو يُكالَ بمِكيالَيْن، حسْب المصالِحِ الخاصة، ما لم يكُن المُسلِمون فيه طرفًا، فحينئذٍ يُجمِعون على عدم تطبيق مِعيارِ العدلِ معهم، وما وضعُ إخواننا في سُوريا بخافٍ علينا جميعًا.

    ولو قارنَّا بين الإسلام بثقافته الأصيلة وبين الثقافة العالمية المُقنَّعة في مجال الأعمال العسكرية لرأينا العدلَ في الإسلام شاهِرًا ظاهِرًا، فسُلُوكُ جُيوش المُسلِمين يفرِضُ عليهم ألا يقطَعوا شجرةً، ولا يقتُلوا شيخًا كبيرًا، ولا امرأةً ولا صبيًّا، ولم يكونوا يومًا ما هم المُعتدين.

    ولقد شهِدَ كبارُ مُؤرِّخي الثقافة العالمية المُعاصِرة من غير المُسلِمين بأن التأريخ لم يشهَد فاتِحًا أرحمَ من المُسلمين.

    وفي هذا القرن والذي قبله لم يكن بلدٌ عربيٌّ وإسلاميٌّ هو المُعتدِي على أحدٍ؛ بل المُستعمِر هو الصائلُ المُعتدِي بخَيلِه ورَجِلِه؛ بل إنه وصلَ ببعض القوى الباطِشَة الرائِدَة للثقافة العالمية المُعاصِرة في خلال مائةِ عامٍ من الزمن أن شنَّتْ ما يُقارِبُ مائةَ حالةِ حربٍ على دولٍ أُخرى قتَلَت خلالَها مئاتِ الألوف من البشر.
    وأما المُسلِمون فهم أكثرُ الناس إيلامًا، ولعل أرضَهم وديارَهم وأموالَهم هي التي يستنثِرُ فيها البُغاثُ، ومحافلُ الثقافة العالمية المُعاصِرة تصِفُ الطريدَ المالِكَ إرهابيًّا لا حقَّ له، وتجعلُ اللصَّ الغالِبَ على المُقدَّسات والأوطان ربَّ بيتٍ مُحترمًا.

    ولقد أحسنَ المُتخصِّصون في العلاقات الدولية حينما قالوا: "إن مثلَ هذه التصرُّفات مُؤسَّسٌ على مبدأ المصلَحة الوطنية والقوة، فهو كمبدأ العلاقة مع الآخر لدى قُطَّاع الطريق أو لدى أي تجمُّع مُفترِسٍ في الغابَةِ".
    والعارِفُ بباسطةٍ خللَ الثقافة العالمية المُعاصِرة حول هذا المِحوَر ليجِدُها في حينٍ ما تصِفُ قاطِعَ الطريق في الصحراء إرهابيًّا مُجرِمًا، وفي أحيانٍ أُخرى تُدَكُّ مُدنٌ بأسرِها ولا أحدَ يحكُمُ على هذا الفعلِ بالمُتوحِّشِ الإجراميِّ؛ لاختِلافِ مُرتكِبِي هذه وتلك. فصاحبُ الأُولى مارِقٌ ضالٌّ، وصاحِبُ الأخرى إنما هو حضاريٌّ مدنيٌّ تقدُّميٌّ.

    هذا ما عند الثقافة العالمية المُعاصِرة، وذلك ما عندنا؛ (( فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )) [الأنعام: 81، 82].
    باركَ الله ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، قد قلتُ ما قلتُ، إن كان صوابًا فمن الله، وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفَّارًا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 7:24 pm