ا حدى الهوايات المحبّبه كثيراً في مجتمعنا هي هواية “المناصحة”، فتكاد لا تقوم بأي شيء الا ويأتي شخص عشوائي ليعطيك “نصيحه”.
المشكله ليست هنا، المشكله ان الطريقه الشائعه لاعطاء النصائح هي فعلياً منفّره ونادراً ما تكون مفيدة، وقد تأتي احياناً بنتائج عكسيّه.
لأوضّح ما أقصد، طريقة اعطاء النصائح عادة تكون كالتالي:
فهد يرى محمد يقوم بعمل معيّن، ويعتقد فهد ان ذلك العمل – من وجهة نظره – يضر بمحمّد.
يقرّر فهد التحدّث الى محمد لينصحه.
يبدأ فهد في التوضيح لمحمد أنه مخطيء “ياخي غلط تسوي كذا وكذا” أو “ياخي خاف ربك جالس تسوي كذا”، أو “وش هاللي قاعد تسويه؟!”…الخ
قد يستعين فهد ببعض الآيات والاحاديث لتدعم وجهة نظره.
قد يستعين فهد بمقولة “ترضاها لاختك؟” او “ترضاها لأخوك؟”…الخ
يذكر فهد لمحمد الطريقة الأفضل (من وجهة نظره) لتصحيح الخطأ الذي وقع به محمد.
هذه طريقه شائعه لاعطاء النصيحه، وهي -برأيي- سيئه لعدّة أسباب:
مجرّد أن تذكر للشخص أنه مخطيء سيتحوّل الى الطور الدفاعي ويحاول أن يثبت انه لم يخطيء، لأنك هنا تظهر له وكأنك أعلم منه في ما يخصّه هو. وقد يقاوم التغيير كنوع من العناد فقط.
قد تنصح الشخص بشيء معيّن ثم يرد عليك بتوضيح للموضوع يريك أنه لم يخطيء فعلياً، وانما حكمت انت على الموضوع دون ان تتوفّر لك معلومات كافيه عنه، ومن ثم تضع نفسك في موقف محرج.
التغيير الدائم والمستمر يأتي من داخل الشخص، فمهما واجهت الشخص بالأدله والبراهين لن يتغير طالما لم يرغب بذلك من داخله.
نحن نفترض ان الناس دائماً يفكرون بشكل منطقي عندما ننصحهم، ولكن فعلياً مشاعر الشخص وعاطفته تتحكّم بشكل كبير في أفعاله، وتجعله يفعل أشياءاً تنافي المنطق.
هذا لا يعني ان الطريقة التقليديه لاعطاء النصيحه لا تنفع ابداً، ولكن الحالات التي تنفع بها – برأيي – قليلة جداً، واعطائك للنصيحه دائماً بتلك الطريقة حتماً ستنفّر الناس منك.
اذاً ماهي الطريقة الأفضل لاعطاء النصيحه؟
برأيي هي أن تصيغ نصيحتك على شكل سؤال.
تريد أن تنصح صديقك أن يكمل دراسته؟ لا تقل “ياخي كمل دراستك ما راح تنفعك شهادة الثانوي حقتك في الوظايف، العالم كلهم معهم بكالريوس”، بل قل “ما تخاف اذا جيت بعدين تقدّم على وظيفه ما تنقبل لان ما معك الا ثانوي؟”
تريد أن تنصح أخيك أن يخفّف من أكله في مطاعم الوجبات السريعه؟ لا تقل “هالاكل والله يضرّك وما يفيدك، خفف منه وكل لك شي صحّي أفيد لك”، بل قل “وش يخليك تحرص على مطاعم الوجبات السريعه وما تاكل اكل صحّي؟ ما تحس انها تضرك؟”.
قد تتسائل، ولماذا اضع النصيحه في صيغة سؤال ولا اقولها بشكل مباشر؟ تقوم بذلك لسببين:
لأن هذا يساعدك على معرفة اشياء متعلّقه بالموضوع قد تكون لا تعرفها مسبقاً، مثلاً قد تكتشف ان صديقك الذي لم يكمل دراسته يدير مشاريع خاصه به تدر له مبالغ كبيره شهرياً وتعتبر مصدر رزق أفضل من جميع الوظائف التي قد تتاح له لو أكمل دراسته.
لأن هذه الطريقه لا تحوّل الشخص الذي تنصحه الى الطور الدفاعي بما ان سؤالك سيبدو كاستفسار فقط، وقد تساعده اجابته على السؤال (حتى لو اجاب عليه في نفسه دون أن يجيبك) في رؤية الموضوع من ناحيه أخرى لم يكن يعرفها سابقاً، مما يدفعه الى التغيير. فهو من اجاب على السؤال وليس انت، ولم تقل أو تبين له أنه مخطيء في قراره الحالي، مما يعني انه سيكون هناك مقاومه ذاتيه أقل للتغيير.
وبالطبع، طريقة طرحك وصياغتك للنصيحه على شكل سؤال مهمّه، فيجب ان يكون اسلوب وهدف السؤال هو معرفة وجهة نظر الشخص المقابل، وليس وضعه في موقف محرج أو اثبات انه مخطيء مثل “ياخي ما تخاف ربك وانت تسوي هالشي؟” او “وش هالغباء ليش تسوي كذا؟”…الخ
حسناً، ماذا لو لم يتغيّر الشخص الذي تنصحه بالطريقة التي ترغب بها؟ امّا اعد المحاوله بنفس الطريقه او (ما افضّله شخصياً) دعه وشأنه! فكل شخص حر في ما يقوم به من أفعال طالما أنه لا يضّرك أو يضر غيرك بأفعاله (بشكل مباشر وواضح وصريح)، وبالتأكيد لن يقوم بأي فعل ان لم يكن يعتقد انه سينفعه بشكل ايجابي – من وجهة نظره – بطريقة أو أخرى (حتى ولو كان مخطئاً). ولكن من نحن لنحدّد ماهو صحيح وماهو خطأ للآخرين؟ لندعهم يحدّدون الطريق الأنسب لهم.
بالمناسبه، طريقة النصيحه هذه تحتاج الى جهد ووقت حتى تعتاد عليها، ولن تستطيع تذكّر استخدامها في جميع المواقف في يوم وليله (ما زلت أحاول الالتزام بها في جميع المواقف)، ولكنها بالتأكيد أفضل بمراحل من طريقة النصيحه التقليديه، وتأتي بنتائج أفضل بكثير (أقول هذا الكلام عن تجربه). حاول على الاقل ان تلتزم بهذه الطريقه عند رغبتك في نصح أحد في الأمور المهمه أو الحساسه حتى تبدأ في الاعتياد على هذه الطريقه (كما أفعل الآن).
واذا رغبت في الاستزاده أكثر عن العوامل والطرق التي تدفع الناس الى التغيير فأنصح بقراءة كتاب Switch (يمكنك الحصول عليها
المشكله ليست هنا، المشكله ان الطريقه الشائعه لاعطاء النصائح هي فعلياً منفّره ونادراً ما تكون مفيدة، وقد تأتي احياناً بنتائج عكسيّه.
لأوضّح ما أقصد، طريقة اعطاء النصائح عادة تكون كالتالي:
فهد يرى محمد يقوم بعمل معيّن، ويعتقد فهد ان ذلك العمل – من وجهة نظره – يضر بمحمّد.
يقرّر فهد التحدّث الى محمد لينصحه.
يبدأ فهد في التوضيح لمحمد أنه مخطيء “ياخي غلط تسوي كذا وكذا” أو “ياخي خاف ربك جالس تسوي كذا”، أو “وش هاللي قاعد تسويه؟!”…الخ
قد يستعين فهد ببعض الآيات والاحاديث لتدعم وجهة نظره.
قد يستعين فهد بمقولة “ترضاها لاختك؟” او “ترضاها لأخوك؟”…الخ
يذكر فهد لمحمد الطريقة الأفضل (من وجهة نظره) لتصحيح الخطأ الذي وقع به محمد.
هذه طريقه شائعه لاعطاء النصيحه، وهي -برأيي- سيئه لعدّة أسباب:
مجرّد أن تذكر للشخص أنه مخطيء سيتحوّل الى الطور الدفاعي ويحاول أن يثبت انه لم يخطيء، لأنك هنا تظهر له وكأنك أعلم منه في ما يخصّه هو. وقد يقاوم التغيير كنوع من العناد فقط.
قد تنصح الشخص بشيء معيّن ثم يرد عليك بتوضيح للموضوع يريك أنه لم يخطيء فعلياً، وانما حكمت انت على الموضوع دون ان تتوفّر لك معلومات كافيه عنه، ومن ثم تضع نفسك في موقف محرج.
التغيير الدائم والمستمر يأتي من داخل الشخص، فمهما واجهت الشخص بالأدله والبراهين لن يتغير طالما لم يرغب بذلك من داخله.
نحن نفترض ان الناس دائماً يفكرون بشكل منطقي عندما ننصحهم، ولكن فعلياً مشاعر الشخص وعاطفته تتحكّم بشكل كبير في أفعاله، وتجعله يفعل أشياءاً تنافي المنطق.
هذا لا يعني ان الطريقة التقليديه لاعطاء النصيحه لا تنفع ابداً، ولكن الحالات التي تنفع بها – برأيي – قليلة جداً، واعطائك للنصيحه دائماً بتلك الطريقة حتماً ستنفّر الناس منك.
اذاً ماهي الطريقة الأفضل لاعطاء النصيحه؟
برأيي هي أن تصيغ نصيحتك على شكل سؤال.
تريد أن تنصح صديقك أن يكمل دراسته؟ لا تقل “ياخي كمل دراستك ما راح تنفعك شهادة الثانوي حقتك في الوظايف، العالم كلهم معهم بكالريوس”، بل قل “ما تخاف اذا جيت بعدين تقدّم على وظيفه ما تنقبل لان ما معك الا ثانوي؟”
تريد أن تنصح أخيك أن يخفّف من أكله في مطاعم الوجبات السريعه؟ لا تقل “هالاكل والله يضرّك وما يفيدك، خفف منه وكل لك شي صحّي أفيد لك”، بل قل “وش يخليك تحرص على مطاعم الوجبات السريعه وما تاكل اكل صحّي؟ ما تحس انها تضرك؟”.
قد تتسائل، ولماذا اضع النصيحه في صيغة سؤال ولا اقولها بشكل مباشر؟ تقوم بذلك لسببين:
لأن هذا يساعدك على معرفة اشياء متعلّقه بالموضوع قد تكون لا تعرفها مسبقاً، مثلاً قد تكتشف ان صديقك الذي لم يكمل دراسته يدير مشاريع خاصه به تدر له مبالغ كبيره شهرياً وتعتبر مصدر رزق أفضل من جميع الوظائف التي قد تتاح له لو أكمل دراسته.
لأن هذه الطريقه لا تحوّل الشخص الذي تنصحه الى الطور الدفاعي بما ان سؤالك سيبدو كاستفسار فقط، وقد تساعده اجابته على السؤال (حتى لو اجاب عليه في نفسه دون أن يجيبك) في رؤية الموضوع من ناحيه أخرى لم يكن يعرفها سابقاً، مما يدفعه الى التغيير. فهو من اجاب على السؤال وليس انت، ولم تقل أو تبين له أنه مخطيء في قراره الحالي، مما يعني انه سيكون هناك مقاومه ذاتيه أقل للتغيير.
وبالطبع، طريقة طرحك وصياغتك للنصيحه على شكل سؤال مهمّه، فيجب ان يكون اسلوب وهدف السؤال هو معرفة وجهة نظر الشخص المقابل، وليس وضعه في موقف محرج أو اثبات انه مخطيء مثل “ياخي ما تخاف ربك وانت تسوي هالشي؟” او “وش هالغباء ليش تسوي كذا؟”…الخ
حسناً، ماذا لو لم يتغيّر الشخص الذي تنصحه بالطريقة التي ترغب بها؟ امّا اعد المحاوله بنفس الطريقه او (ما افضّله شخصياً) دعه وشأنه! فكل شخص حر في ما يقوم به من أفعال طالما أنه لا يضّرك أو يضر غيرك بأفعاله (بشكل مباشر وواضح وصريح)، وبالتأكيد لن يقوم بأي فعل ان لم يكن يعتقد انه سينفعه بشكل ايجابي – من وجهة نظره – بطريقة أو أخرى (حتى ولو كان مخطئاً). ولكن من نحن لنحدّد ماهو صحيح وماهو خطأ للآخرين؟ لندعهم يحدّدون الطريق الأنسب لهم.
بالمناسبه، طريقة النصيحه هذه تحتاج الى جهد ووقت حتى تعتاد عليها، ولن تستطيع تذكّر استخدامها في جميع المواقف في يوم وليله (ما زلت أحاول الالتزام بها في جميع المواقف)، ولكنها بالتأكيد أفضل بمراحل من طريقة النصيحه التقليديه، وتأتي بنتائج أفضل بكثير (أقول هذا الكلام عن تجربه). حاول على الاقل ان تلتزم بهذه الطريقه عند رغبتك في نصح أحد في الأمور المهمه أو الحساسه حتى تبدأ في الاعتياد على هذه الطريقه (كما أفعل الآن).
واذا رغبت في الاستزاده أكثر عن العوامل والطرق التي تدفع الناس الى التغيير فأنصح بقراءة كتاب Switch (يمكنك الحصول عليها
السبت نوفمبر 23, 2013 5:58 am من طرف سلسبيل محمد
» رنة التميز والإبداع الرائع
الأربعاء سبتمبر 11, 2013 10:30 am من طرف مجد111
» نغمة رائعةللمنشد محمد مطري سبحان ربي
الإثنين سبتمبر 09, 2013 11:55 am من طرف مجد111
» نغمة الدلال والجمال لأغلى ناس
الأحد سبتمبر 08, 2013 8:48 pm من طرف مجد111
» رنة رقيقة وناعمة تستاهل موبايلك
الأربعاء سبتمبر 04, 2013 12:57 pm من طرف مجد111
» رنة السحر إلك وبس
الأربعاء أغسطس 28, 2013 10:02 pm من طرف مجد111
» نغمتك من أجمل الأناشيد الرائعة وبصوت رائع
الإثنين أغسطس 26, 2013 9:20 am من طرف مجد111
» نغمتك نشيد رائع بصوت محمد المطري
الأحد أغسطس 25, 2013 10:20 pm من طرف مجد111
» نغمتك نشيد ياليالي لمحمد المطري
الجمعة أغسطس 16, 2013 8:38 pm من طرف مجد111